قِدرُ الحَساءِ” - محمد سالم الشرقاوي ( 306669) "

من ذا الذي لا تربطه الوشائج باركان بعينها من ذاكرته ويجره الحنين جرا الى صحراته يتاملها في اعياد الميلاد . ومع نسمات الريح الجنوبية كلما لاح امامه طيف السحاب . فيسمح على جبينه براحة الامان ويطلق العنان لتاملاته بصفاء في الذهن وصدق في الوجدان وتلقائية في التعبير ? الم يتقن ادباء الصحراء وشعراؤها ضروبا من فنون اللغة والبيلن والنحو والمنطق والفقه . وخبروا دروبها لقدرتهم الفطرية على الاستحضار والحفظ والاستظهار ?!بوسعه ان يجزم ان هذه الروح الموحدة لاهل هذه الربوع لم يتوقف نبضها رغم رياح الطموح التي زرعتها غير الدهر في بعض النفوس لتستحيل الى شعارات بعيدة عن اداب وسلوكات تعارف عليها القوم . تابى التعالي على القيم الماثورة لاهل الصحراء وانتصاراتهم لرموز التعايش الامن وعناصر التواصل الدائم . شمالا وجنوبا . شرقا وغربا . حتى اذا شق عليهم ركوب البحار . استقر بهم المقام في الرحاب . وبنوا فيها امجادا على العهد والفضيلة ...