كواليس الكون ٢ لهاشم المختار

إن هذا الكون، مكان غامض بشكل مثير للقلق، وبمجرد الحديث عن مدى ضخامته والظلمة التي تحيط به، يمكن للرعب أن يتخلل إلى أعضاء جسدك ويجعلك ترتجف دون أن تعرف لماذا، فضلاً عن أن الأسرار القابعة في أقبية بعض المكتبات التي لا يمكن للعامة الولوج إليها، وبعض أدراج المكاتب الرسمية لحكومات العالم تجعلني شخص يرفض الواقع الذي يرسموه لنا بشكل هستيري، لا أستطيع السماح لعقلي بأن يقتنع بصدق نوايا الحكام، أو أن يُسلم لكلماتهم المعسولة التي تتحدث عن إنهم وجدوا لكي ننعم نحن الشعوب بالراحة، وقد أفنوا حياتهم من أجلنا، لا يمكنني أن أعتقد بذلك!

كما لا يمكنني أن أقتنع بأن ما يحدث أمامي في التلفاز هو الحقيقة الكاملة، وإنه لا يوجد شيء مخفي عن الشعوب، وكل معلومة تُباح للعامة، هذا الأمر جنوني..

إن العالم الذي نعيش فيه مزيف، ومزيف بشكل كلي، كل شيء حولك ليس ما هو عليه، في هذا العالم تعيش كائنات غير بشرية مُبهمة وغامضة، وفيه أماكن نائية لم نصل إليها بعد، هل تعرف بأن استيطان البشر على الأرض لا يُمثل سوى نسبة قليلة جدًا من أصل مساحتها الكلية؟ أليس هذا الأمر بحد ذاته مرعبًا؟

وإليك الأكثر رعبًا، لك أن تتخيل بأنـ "هم" يراقبوننا يوميًا عن طريق هواتفنا النقالة، ويستمعون إلى أحاديثنا بشكل مستمر، ويمكنهم مشاهدتنا في أي وقت من خلال كاميرات هواتفنا الشخصية، ومتى ما أرادوا فضح أمر ما، ستكون هناك "تسريبات" يحرقون بها كل شيء، وهذا أمر اعتدنا عليه، لكن تعال معي برحلة في هذا الكتاب، لأخبرك فيها بأنهم يستطيعون معرفة ما تشعر به وتفكر به دون أن تبوح بكلمة واحدة، وقد قمت بتجربة ذلك شخصيًا، ففي بعض الأحيان كنت أفكر بشيء ما ودون أن أقول شيئًا عنه تظهر لي بعد قليل إعلانات عنه في مواقع التواصل الاجتماعي! هذا أكثر ما يرعبني فعلاً.. تعال معي لأخبرك بأمور ستجعل نوم الليل بالنسبة لك ضربٌ من الخيال!